المقصف المدرسي من الأماكن المحببة إلى نفوس أبنائنا الطلبة لما يقدمه لهم من وجبات غذائية وأطعمة مختلفة، عدا عن شعور الطالب بمتعة الشراء ( التسوق ) مع أصدقائه في فترة الاستراحة أو ما نسميه فرصة المدرسة.
ما يقدمه المقصف من وجبات مهم جدا بالنسبة للطلاب، حيث يشعر الطالب بعد عدد من الحصص بنوع من التعب و الإرهاق نتيجة لاحتراق وجبة الفطور الصباحية – إن كان قد تناولها أصلا- مما يقلل من تركيزه في الصف فتصبح الحاجة إلى تناول وجبة أخرى أمرا ملحا وحاجة ضرورية.
وجبة المقصف غالبا ما تكون عبارة عن شطيرة، والعصير ونوعٍ من الحلوى. وهنا ننوه إلى ضرورة أن تكون هذه الأغذية ذات قيمة غذائية عالية توفر للطالب كل ما يحتاجه من طاقة، مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن هناك بعض أنواع الأغذية يجب عدم تناولها في الاستراحة لما لها من آثار سلبية على الطالب. ومن أهم الأمثلة على ذلك: الوجبات السريعة من مثل الزنجر والبورجر، والشوكولاته حيث أشارت بعض الدراسات أن هناك علاقة بين تناول الشوكولاته واضطرابات ضعف الانتباه والنشاط الزائد للطلاب.
فالشوكولاته بما تحتويه من نسبة عالية من السكريات المعقدة والتي يتم سريعا تحللها لتعطي الطالب طاقة إضافية زائدة عن حاجته، يفرغها الطالب داخل الغرفة الصفية فيصعب ضبطه في الصف، وبالتالي يهدر وقت الحصة التي تلي الاستراحة في محاولة السيطرة على سير الدرس.
لذا فإننا نوجه رسالتنا اليوم إلى ثلاث ... الأم .... المدرسة..... الطالب
فإليك أيتها الأم نقول:
* شجعي أبنائك على اصطحاب الشطيرة المنزلية وتعلمي طرقا وفنونا في تقديمها وتحبيبها إليهم، واحرصي أن تكون مكوناتها صحية يمكنها البقاء دون أن تفسد مدة من الوقت قبل أن يتم تناولها، فالأجبان بأنواعها والزعتروالمربيات كلها أطعمة ننصح بها.
* ابتعدي عن المكونات سريعة الفساد كالحمص مثلا. حاولي أن تجدي بديلا عن الشوكولاتة لابنك عند ذهابه للمدرسة فهناك أنواع من البسكويت الغني بالألياف وتقل فيها نسبة السكريات.
* شجيعه على تناول الفاكهة الطازجة. و شجعيه أيضا على شرب الحليب حتى لو مع المنكهات مثل الفراولة أو الشوكولاتة، فالحليب دائما أفضل من "شراب" العصير و ذلك لاحتوائه في الواقع على نسبة قليلة من الفاكهة.
* إذا أراد استخدام المقصف ليختار طعامه بنفسه فدعيه يستمتع بذلك ولكن عليك دور أساسي في توعيته وتوجيهه إلى المفيد من الأطعمة. و اسأليه عند رجوعه من المدرسة عما تناوله.
* ليكن لمجلس الآباء والأمهات دور في توجيه المدرسة إلى ممارسة الرقابة والمتابعة لنوعية الأطعمة المقدمة، حيث أن الكثير من المدارس يدير المقصف فيها جهة خارجية تهدف إلى الربح المادي، وهذا يفسر تقديم المقاصف المدرسية نوعيات رديئة من الأغذية سواء بالتصنيع أو المكونات. ومن حق أولياء الأمور أن يتدخلوا في نوعية قائمة الأطعمة التي تقدم لأبنائهم.
أما المدرسة: فعليها العبء في اختيار الأطعمة والمشروبات التي تقدم بالمقصف من حيث قيمتها الغذائية وتأثيرها على الطلاب وبخاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات أو الأصباغ الصناعية مثل الشوكولاتة و أنواع عديدة من الشيبس، ويتعدى الأمر ذلك إلى توعية الطلبة بالغذاء الصحي والإشراف على تقديمه خلال وقت الدوام المدرسي .
أما أنت أيها الطالب العزيز فانتبه لغذائك، لا تأكل الألذ دائما بل وازن بينه وبين المفيد أيضا ، لن نجبرك على مقاطعة الشوكولاته ولكن تناولها باعتدال ولا تأكلها في المدرسة أو أثناء أدائك لواجباتك.
خلق الله لنا الكثير من الأطعمة المفيدة التي تقوى قدرة وكفاءة الاستيعاب وتزيد من سرعة التفكير فلم نركلها جانبا ونستبدلها بما لا يفيد؟